المدرسة -حين الدراسة- تشارككم مسئولية التربية، فها أنتم في الإجازة تنفردون وحدكم في مسئولية أبنائكم، فما أنتم صانعون؟ أيظل الوضع كما كان وتسير الأمور من حسن إلى أحسن ولا يشعر الطالب بفارق التربية بين المنزل والمدرسة، وتظل أوقاته بما ينفع مستثمرة، وسلوكياته منضبطة، أترونه ينكشف الإهمال، ويبدو ضعف المتابعة، وتبدو على الشباب سلوكيات منحرفة، واجتماعات غير معلومة، وسهرات صاخبة، وينكشف لك أن جزءًا كبيرًا من استقامة ابنك وصلاحه يعود الفضل فيه بعد الله إلى مدير مدرسة حليم حازم، ومعلم فهم دوره ومارسه في التربية والتوجيه، ومرشدٍ زاول الإرشاد بكلِّ أمانة وإخلاص فتعرف على مشكلات الطلاب الاجتماعية والخلقية واقترح لها من الحلول ما ظهرت آثاره على الطالب خُلُقًا حميدًا ومستوى دراسيًّا متفوقًا.
أيتها الأمهات! أنتن شريك مهمٌّ في التربية، وقد يخفى على الآباء ما يكشفه الأبناء والبنات لكُنَّ، فقدرن مسئوليتكن وكنَّ عونًا للآباء في مسئولياتهم، ولا شك أن دوركن مع البنات أكبر، وأنتن بهنَّ من الآباء ألصق ولأمورهن الخاصة أدرى وأعرف، فعلموهن ما يجهلن وهيئوهنّ للحياة الأسرية القادمة، ورحم الله امرأة أخرجت بنتها للحياة الزوجية بأبهى حُلَّة، وأكبر تجربة، وأكرم تربية، لا تُعاب في عملها، ولا مطعن عليها في دينها وخلقها، ولا ينفر الآخرون من سوء أدبها وتعاملها، وإذا خُشي على الأبناء من صاحب السوء، ونافخ الكير، ومجموعة الشلل الضائعة، ورؤية المشاهد المحرمة - كانت الخشية على الفتيات من الأفكار المعلبة المصدرة، والصور الخليعة الفاضحة، والمكالمة الهاتفية المثيرة، والصوت الغنائي الماجن، وهواجس النفس المتخيلة، والخروج للأسواق بلا حاجة .. إلى غير ذلك من أمور قد تزيد فيها الفتاة على الفتيان نظرًا لكثرة الفراغ عندها.