للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباد الله! قد اعتاد بعضُ الناس على السفر في الإجازة لصلة قريب، أو زيارة صديق، أو زيارة الرحاب الطاهرة، وأداء مناسك العمرة، أو للمتعة البريئة والراحة، وتجديد طاقة النفس بعد كلالها، والسير في مناكب الأرض، والتفكير في مخلوقات الله فيها. وكل ذلك مشروع ومرغوب .. ولكن الذين عليهم أن يفكروا قبل أن يسافروا أولئك الذين اعتادوا السفر للخارج وما فيه من مخاطر ومأثم، وابتزاز للأموال وخدش للحياء والدين، أولئك الذين لا يتورعون عن الذهاب لأماكن الخنا ولا يلتزمون آداب الإسلام وحدوده حين الغربة والخفا، لقد حبانا الله في هذه البلاد المباركة نعمًا لا تعد ولا تحصى، وقيمًا ومآثر نفاخر بها حتى نبلغ الجوزاء. فالحرمان الشريفان لا يستكثر لهما زيارة، ولهما وللمسجد الأقصى (حرره الله من أوغاد اليهود) تشدُّ الرحال.

وفي بلادنا يتوفر السهلُ والجبل، والبرُّ والبحر والمناطق الباردة صيفًا، والدافئة شتاء .. أفنزهد في ذلك كلِّه وتستهوينا الدعايات المضللة للسفر للخارج؟

أيها المسلمون! ثمة ما يستحق التنبيه ويستوجب الحذر إذ تصدر بعض المؤسسات الأجنبية مستندات تندرج تحت بادرة النصب والاحتيال، مثل ما يُسمى بمسابقات لعبة الدولار الصاروخي التي تجريها بعضُ الشركات والمؤسسات وتشتمل على أكل أموال الناس بالباطل والتغرير بهم.

لذا فإنني أحذر كلَّ مسلم من هذه المستندات المشبوهة، وأوصيه بالابتعاد عن المعاملات المحرمة وما شابهها، فإنها من أعظم كبائر الذنوب، لما تشتمل عليه من ربا الفضل وربا النسيئة، وكلاهما محرم بإجماع المسلمين، وفي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من تحريم الربا والميسر والقمار ما هو حاضر ومعلوم للعامة والخاصة (١).


(١) انظر: تعميم الأوقاف رقم ٨٢/ ١ وتاريخ ١٣/ ١/ ١٤١٨ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>