ومراجعة، وتدبرًا، ومن التحدث بنعم الله أن فئات من الشباب الصالح هذا شأنهم، والأمل في الله كبير أن يلحق بهم غيرهم .. بل تجاوزت همم بعض الشباب إلى حفظ متون السنة، وكثرة القراءة في كتب العلم دون أن يقعدهم ذلك عن معرفة واقعهم والمتابعة لأحوال أمتهم، وما أجمل الشباب يعيدون للأمة سالف مجدها، ويحيون تراثها، ويجددون ما اندثر من كنوز العلم وجمهور العلماء السابقين في تاريخها، ويُسرون لأفراح أمتهم ويشاركونها أحزانها دون أن يداخلهم شيء من الغرور والكبرياء، أو يصدروا أحكامًا أو يتصدروا للفتيا وهم بعدُ في رحلة الطلب، ولهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة، وقد كانوا يتدافعون الفتيا، وهم مَنْ هُم علمًا وعملًا.
أيها المسلمون! إذا كان لجماعات تحفيظ القرآن الكريم دورٌ يذكر فيشكر وحلقهم تملأ المساجد والمدن والقرى، وتفتح أبوابها للراغبين وتنفق على المعلمين والمتعلمين فلجمعيات البر الخيرية، وللمعاهد الفنية دورها في افتتاح الدورات المتخصصة وإسعاف الشباب بالمهارات المختلفة، فضلًا عن مناشطها الثقافية وخدماتها المختلفة.
وترعى وزارة المعارف -مشكورة- المناشط اللامنهجية طوال العام، وتُعنى بالمراكز الصيفية في الإجازات الصيفية ومنتصف العام، وهي مراكز تُعنى بحفظ أوقات الشباب ورعاية مواهبهم واستثمار طاقاتهم إذا توفر لها العاملون الأمناء والمشرفون الأكفاء، وتفتح النوادي الأدبية أبوابها للشباب يقرءون ويقترحون وفي المسابقات الثقافية والأدبية يتنافسون، وهم على كلِّ عمل خير مشكورون وكم هي لفتة طيبة حين تُعنى مكاتب الخدمة المدنية، أو شركات القطاع الخاص بتوفير فرصٍ وظيفية للشباب في الإجازات يقضون بها فراغهم ويسدون بها حاجاتهم.