للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقَّ قدرها أولو الأحلام والنّهى.

لماذا لا تنشرح لك الصدور يا رمضان وفيك للفقراء فرصة، وللمساكين بلغة وللمسافرين رخصة، وللمرضى شفاء وصحة، وللمذنبين توبة، وللمبتلين عافية، وللمهتدين مغنم ووفرة.

ولم لا تنشرح الصدور بمقدم شهر الخيرات والمساواة، وتلاوة القرآن وكثرة الصدقات؟

لماذا وأيامُك مشرقة بالضياء والنور، ولياليك تُعطَّر بترتيل الكتاب المنزل، وتُطهر الأرضُ بدموع الرُّكع السُّجد.

وفي كل ليلة تعانق السماء دعوات تصل الخلق بخالقها، فتحيا القلوب بعد مواتها .. وتصحُّ الأجساد إثر عللها.

ولماذا لا تنشرح صدور المؤمنين في رمضان وفي كل ليلة تعتق أنفس استوجبت دخول النار، وتفتح أبواب الجنان ويكثر روَّاد الريّان؟ لماذا لا يغتبط العقلاء بالصيام، والجبارُ جل جلاله يقول: ((كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، وخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك)) (١).

وهل تظنُّ لربِّك الكريم إلا خيرًا، وتأمل كيف فهم العلماء كرم الكريم، سُئل سفيان بن عيينة عن قوله: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي) فقال رحمه الله: إذا كان يوم القيامة يُحاسب الله عز وجل عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى لا يبقى إلا الصوم فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم


(١) متفق عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>