للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة (١).

وقال أيضًا: لأن الصوم هو الصبر، يصبر الإنسان عن المطعم والمشرب والمنكح، وثواب الصبر ليس له حساب، ثم قرأ: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (٢).

ألا ما أحوجك إلى الصوم يا أخا الإسلام في يوم تزلُّ فيه الأقدام، ويُنصب فيه الميزان، ويدقق الحساب، فافرح بالصيام وقدره حق قدره، وحافظ عليه من الثلم والنقصان.

عباد الله! ((في الصيام تنجلي عند الصائمين القوى الإيمانية والعزائم التعبدية، يدعون ما يشتهون ويصبرون على ما يشتهون في الصيام يتجلى في نفوس أهل الإيمان الانقياد لأوامر الله، وهجر الرغائب والمشتهيات، يدعون الرغائب حاضرة لموعد غيب لم يروه، إنه قياد للشهوات وليس انقيادًا لها.

في النفوس- معاشر المسلمين نوازع شهوة وهوى، وفي الصدور دوافع غضبٍ وانتقام، وفي الحياة تقلّب في السراء والضراء، وفي دروب العمر خطوب ومشاق، ولا يدافع ذلك إلا بالصبر والمصابرة ولا يتحمل العناء إلا بصدق المنهج وحسن المراقبة)).

وهذه وتلك سرٌ من أسرار الصيام لمن عقل ووعى، وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظٍّ عظيم (٣).

أيها المسلم والمسلمة كيف لا نستبشر بشهر رمضان، وفيه فرصه للشفاعة يوم لا


(١) شرح السنة للبغوي ٦/ ٢٢٤.
(٢) سورة الزمر، الآية: ١٥ ط (المصدر السابق ٦/ ٢٢٤).
(٣) توجيهات وذكرى/ ابن حميد/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>