للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواجب، أما صيامُ النفل فلا يستدعي تبييت النية قبل الفجر (١).

الأمر الثاني: حفظ الصيام من الرفث وقول الزور، وتلك وربي آفة والسعيد من حفظ صيامه عنها، يقول عليه الصلاة والسلام: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) (٢).

إنها التربية المتكاملة بالصيام، وإنه المفهوم الخاطئ للصيام يصححه الإسلام، وكيف يعد نفسه صائمًا من لم يدع قولا الزور والعمل به؟ قالا البيضاوي رحمه الله: ((ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتعبد من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة، فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه نظر القبول)) (٣).

الصائم الصادق يصوم لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور، ويصوم سمعه عن الغنا والخنا والفجور، وتصوم عينُه عن النظرة المحرمة والصائم الصادق لا ينعقد قلبه على إثم أو خطيئة أو غلٍّ وحقد للمسلمين، والصائم الصادق لا يظلم ولا يحقر، ولا يغش ولا يفجر.

ويا تعاسة وحرمان من فاتت عليه هذه المعاني العظيمة في الصيام والقيام، فكان حاله كما قال عليه الصلاة والسلام: ((ربَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر)) (٤).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا وهو خير


(١) انظر للمزيد: شرح السنة ٦/ ٢٦٩.
(٢) انظر: الفتح ٤/ ١١٦.
(٣) الفتح ٤/ ١١٧.
(٤) رواه أحمد والبيهقي والحاكم والدارمي وابن ماجه بسند قوي (شرح السنة للبغوي ٦/ ٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>