للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استصحبوهم معكم واسألوا عنهم حين يغيبون عن أنظاركم.

خامسًا: أما الذين يكثرون الأسفار والإنفاق وعليهم ديون للخلق وحقوق، فيكفي أن يذكَّر هؤلاء بقول النبي صلى الله عليه وسلم ((يغفر للشهيد كلُّ ذنب إلا الدَّين)) (١)، وفي الحديث الآخر: ((والذي نفسي بيده لو أن رجلًا قُتل في سبيل الله ثم أحيي، ثم قتل ثم أحيي، ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يُقضى عنه دينه)) (٢)، ألا فتخففوا من حقوق الخلق، وأدوا الحقوق إلى أهلها تسعدوا في محياكم ومماتكم.

سادسًا: وحقُّ الله أحق ((فمن مات وعليه صوم صام عنه وليُّه)) كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (٣).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أختي ماتت وعليها صوم شهرين متتابعين، وفي رواية: وعليها صوم شهر- قال: ((أرأيت لو كان على أختك دين أكنت تقضينه؟ )) قالت: نعم، قال: ((فحق الله أحق)) (٤).

ويتأكد هذا أكتر في حقِّ صيام النذر الذي أوجبه الإنسان على نفسه ولم يف به، أو في الفرض الذي تمكن فيه من القضاء فلم يقض حتى مات، قال البغوي رحمه الله: ((واتفق عامة أهل العلم على أنه إذا أفطر بعذر أو سفر أو مرض، ثم لم يُفرط في القضاء بأن دام عذره حتى مات لا شيء عليه، غير قتادة، فإنه قال: يُطعم عنه)) (٥).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله: ((إذا أتصل به المرض ولم يمكنه


(١) رواه مسلم.
(٢) رواه النسائي بسند حسن، تنبيه هام للشيخ العلوان ١٤١٥ هـ.
(٣) متفق عليه انظر: شرح السنة ٦/ ٣٢٤.
(٤) متفق عليه وانظر: شرح السنة للبغوي ٦/ ٣٢٥.
(٥) شرح السنة ٦/ ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>