للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساحب. قال أهل العلم: ولا ينبغي للمرء أن يهمل اختيار من يصلح للصحبة؛ لأن للصحبة تأثيرها البالغ على المرء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) (١). ويحدد العلماء الخصال التي ينبغي توفرها في الصاحب، ويقول ابن الجوزي: ينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال: أن يكون عاقلًا، حسن الخلق، غير فاسقٍ، ولا مبتدع، ولا حريص على الدنيا .. (٢).

قالوا: ومن اجتمعت فيه تلك الخصال فإن صحبته لا يُنتفع بها في الدنيا فحسب، بل ينتفع بها في الآخرة وعلى هذا يُحمل كلام بعض السلف: (استكثروا من الإخوان، فإن لكلِّ مؤمن شفاعة يوم القيامة) (٣).

يا أخا الإسلام ومما يزيدك استمساكًا بالقرين الخيِّر والصاحب الصدوق .. أنك قد ترى أثره وذوده عنك في أشدّ أوقات الحرج .. وهل أعزُّ وأغلى من أخ لك لم تلده أمُّك يكون سببًا في الشفاعة لك وإنقاذك من النار .. وقد جاء في الصحيحين إثبات شفاعة المؤمنين .. ((فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون .. )) (٤).

وجاء في حديث آخر كيف يجادل المؤمنون عن إخوانٍ لهم وقعوا في النار، قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا خلّص الله المؤمنين من النار وأمنوا، فما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا، أشدَّ مجادلة من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار، قال يقولون: ربنا إخواننا كانوا يُصلون معنا،


(١) رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٤٠٤٦) (٣/ ٩١٧).
(٢) مختصر منهاج القاصدين ص (٩١، ٩٢).
(٣) الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله، عبد العزيز مصطفى ١٤٥.
(٤) البخاري ٧٤٣٩، ومسلم ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>