للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويصومون معنا، ويحجون معنا، فأدخلتهم النار! فيقول: اذهبوا فأخرجوا من عرفتم فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم لا تأكل النار صورهم، فمنهم من أخذته النارُ إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى كعبيه فيخرجونه)) (١).

أيها الشاب قل لي من تصادق أقل لك من أنت؟ أيها الرجلُ صاحب الأشد تذكّر من صاحبت في الصبا وستجدُ شيئًا من أثره عليك الآن وعلى نوع الأثر فاختر رفيق الغد، أيها الشيخ الشمط اختر لنفسك خير الأصحاب في خريف العمر .. فالأعمال بالخواتيم.

عباد الله! كم ضل من ضل بسبب قرين فاسد أو مجموعة من القرناء الأشرار، وكم أنقذ الله بقرناء الخير من كان على شفا جرف هار فأنقذه الله بهم من النار، وانتقل من حالٍ إلى حال، فأبصر بعد العمى، واهتدى بعد الضلالة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وتلك واحدة من آثار الرفقة الصالحة. ولهم آثار أخرى أبان عنها العلماء، وهذا عمر رضي الله عنه وهو يعدد شيئًا من آثارهم ويقول: عليك بإخوان الصدق، تعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء، وعدة في البلاء، وابن القيم ينقل عن العلماء ست خصال ومنافع تستفاد من مجالسة الصالحين وهي:

أنها تنقل من الشك إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الغفلة إلى الذكر، ومن الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة، ومن الكبر إلى التواضع، ومن سوء الطوية إلى النصيحة (٢).

أيها المسلمون! من قرأ كتاب الله وتدبره وجد فيه بلسمًا شافيًا، ودعوة


(١) رواه ابن ماجه في المقدمة، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه ح ٥١، ١/ ١٦.
(٢) شرح الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله ص ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>