أيها الأخيار .. وإذا جاءكم المرءُ مقبلًا على الخير ملتمسًا طرق النجاة صادقًا في عزمه، مخلصًا في ظاهره، فإياكم أن تكفهروا في وجهه، ولو رأيتم عليه بقايا من آثار المعاصي، أو لوثات فكرية من بقايا الماضي .. فحقُّ من وضع رجله في الطريق الصحيح أن يُقابل بالودِّ والترحاب، وحق على من استغاث بأهل الخير أن يغيثوه ويقفوا معه، إن من الخطأ أن ينغلق أهل الخير على أنفسهم، أو تكون الريبةُ هي الأصل في تعاملهم .. والمسلم -وإن كان مطلوبًا أن يكون كيِّسًا فطنًا- ليس بالخب ولا الخبُّ يخدعه، فالأصل أن يتعامل بالظاهر ويدع البواطن لعلاَّم الغيوب .. ومن رام خداع الناس فسيكشفه الله، والمنافقون حين ظنوا أنهم يخادعون الله والذين آمنوا، قال الله عنهم:{وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}.
يا أيها التائب والراغب في مجتمع الخيرين، إياك أن تتخذ من الخطأ الصادر من أي بشر كان سبيلًا للانتكاس مرةً أخرى، ووسيلة لإقناع النفس بسلامة ما أنت عليه أولا .. فأخطاء الناس لا تحسب على الإسلام ولا يُلام الإسلام إذا ما جهل أبناؤه، فكن متنبهًا لهذا الأمر جيدًا، وفرق بين ما يأمر به الإسلام والأخطاء التي يمارسها المسلمون.
وإذا انغلق أمامك طريق فاسلك طريقًا آخر، وإذا لم تجد الراحة عند شخص أو أشخاص فابحث عن آخرين .. وهكذا والمهم ألا تعود إلى النار بعد أن أَنقذك الله منها، وإلى مجتمع السافلين وقرناء السوء بعد إذ نجاك الله منهم.
يا أخا الإيمان! نصيحتي لك أن تفرَّ من المجذوم في هذه الحياة فرارك من الأسد، ولا تسلم فكرك للآخرين يقودونك حيث شاءوا، ويوقعون بك من مصائب الدنيا ما يظل خزيه يلاحقك ما حييت .. والفضيحة على رءوس الأشهاد أنكى وأخزى .. وهذا كتاب الله يقُص عليك حوارًا معبرًا عن أثر القرين، إلا من حمى