للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله ووقى، يقول تعالى: {قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أئنك لمن المصدقين * أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرآه في سواء الجحيم * قال تالله إن كدت لتردين * ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين} (١).

إن القرناء يستلبون عقول من يقارنون، ويوجهونهم حين يشاءون، فمن وفق لقرين صالح فليحمد الله ولا يغترّ ولا يستكبر .. ومن بُلي بقرين سوءٍ فليسارع بالخلاص قبل أن يستفحل الداءُ ويصعب الدواء.

وكم هو مشهد مؤثر وكاشفٌ لتلاوم قرناء السوء، وكلّ يتهم صاحبه وقد قضي الأمر، واشترك الجميع في الذل والخزي، اسمع إلى مجادلتهم في قوله تعالى. {وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين * وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} (٢).

اللهم إنا نسألك خير الأصحاب، ونعوذ بك من الأشرار، اللهم احشرنا مع المتقين الأبرار، اللهم أنلنا شفاعتهم، وبلغنا منازلهم بحبهم وإن قصرت أعمالنا عنهم.


(١) سورة الصافات، الآية: ٥١ - ٥٧.
(٢) سورة سبأ، الآيات: ٣١ - ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>