للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما بين السماء والأرض، قال: وتأمل حديث البطاقة وكيف ثقلت بتسعة وتسعين سجلًا كلُّ سجل مدّ البصر، فلا يُعذب صاحبُها، ومعلوم أن كلَّ موحدٍ له هذه البطاقة، وكثير منهم يدخل النار بذنوبه (١).

أيها المسلمون! في مقابل هذا فقد يعمل الإنسان أعمالًا عظيمة في ذاتها، ولا يقبلها الله منه، بل ربما تعرض للوعيد الشديد وكان مصيره النار بسبب فعلها، وذلك لخلوها من الصدق والإخلاص واليقين، كما في حديث الثلاثة الذين هم أول من يُقضى يوم القيامة، وأحدُهم قاتل الكفار حتى قتل، والآخر تعلم العلم وعلّمه، وقرأ القرآن، والثالث: كان ينفق ماله في وجوه الخير .. ويوم القيامة يُسحب على وجهه حتى يُلقى في النار .. لأن العمل لم يمكن خالصًا، بل كان للرياء والسمعة، ونيل الشهرة، وحتى يقال: جريء، وعالم، ومنفق. وقد قيل ذلك في الدنيا، أما في الآخرة فلا يقبل الله من العمل إلا ما كان له خالصًا.

كما قال تعالى لنبيه وللمؤمنين: {فاعبد الله مخلصا له الدين * ألا لله الدين الخالص} (٢).

ألا فعظموا ربكم، وأخلصوا له عبادتكم، واستيقنوا لقاء ربكم، واحذروا الآخرة، وارجوا رحمة الله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {أممن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب} (٣).


(١) فتح المجيد ٤٦، ٤٧.
(٢) سورة الزمر، الآيتان ٢، ٣.
(٣) سورة الزمر، الآية: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>