للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون} (١).

وأثنى عليهم وما يتقلبون فيه من نعمة بقوله: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم} (٢).

يا أخا الإيمان! إن قلت: إذا كانت هذه بعض مزايا وقدر أهل اليقين، فكيف السبيل إلى تحصيل اليقين؟

فالجواب كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بقوله: وأما كيف يحصل اليقين فبثلاثة أشياء:

أحدها: تدبر القرآن، والثاني: تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآفاق التي تبين أنه حق، والثالث: العمل بموجب العلم، قال تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} (٣).

عباد الله! إذا كان في كتاب الله من الآيات ما يدعو للإيمان واليقين من أخبار الوعد والوعيد، وقصص الماضين، وأخبار الهالكين، وسُبل نجاة المؤمنين، وما تضمنته آياته من آيات في الأنفس والآفاق.

فإن في صفحةِ كون الله المفتوح ما يدعو كذلك للإيمان واليقين، فسماءٌ ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات خلق وأمواج، وجبال ذات جُدد بيض


(١) سورة السجدة، الآية: ٢٤.
(٢) سورة آل عمران، الآيتان: ١٧٣، ١٧٤.
(٣) الفتاوى ٣/ ٣٣٠، ٣٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>