للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عز وجل (١)، وفي ليلة القدر يُفرق كلُّ أمرٍ حكيم، وهو ما يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من أمر السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق.

وفوق ذلك كلِّه، فمن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه كما في الحديث المتفق على صحته.

فهل ترضى أيها اللبيبُ أن تفوّت على نفسك هذه الفرصة، وأنت تضمنها في ليالٍ عشر، ألا ما أحوجني وإياك والمسلمين إلى فضل ربِّنا فهذه نفحات جوده تغشانا.

وما أحوجنا إلى مغفرة الذنوب التي أثقلت كواهلنا، وفي هذه الليالي فرصة للتخفف والتوبة والاستغفار فما أحرانا، ولا يفوتنك الاستغفار بالأسحار فهو سيما المتقين وزاد إلى جنة النعيم {وبالأسحار هم يستغفرون} (٢).

ولي ولك حوائج في الآخرة والأولى .. وفي جنح الظلام يسمع الدعاء، ولنا جميعًا معاشر المسلمين هموم ومآسي، وليس إلا الله يرفع عنا الضراء، فلنبتهل إليه ولنصدق المسألة لنا ولإخواننا والجنة جميعًا مبتغانا، ونسأل الله ليلًا ونهارًا أن يرزقنا إياها وقيام الليل عامة، وإحياء ليال العشر خاصة طريق إلى الجنة، إذا صحت النوايا وخلصت الأعمال لله جلّ وعلا، وأذن الربُّ بالقبول - وربنا رءوف رحيم يعطي الجزيل، ويتجاوز عن التقصير، فهل نلج الباب ونفعل الأسباب؟

إنها دعوة للمسابقة للخيرات، وتذكير ببعض الفضائل والمكرمات، ومن تذكر فإنما يتذكر لنفسه، ومن عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها. أعوذ بالله من


(١) المجالس لابن عثيمين ١٠٥، المختار ٢٣٧.
(٢) سورة الذاريات، الآية: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>