للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يرتفع بهم شأن الإسلام مهما قالوا، ولا يزداد بهم الصفُّ الإسلامي إلا ضعفًا وخبالًا مهما كثروا {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين} (١).

البلية بهم عامة، وسوادهم ينتشر في أوساط المتعلمين والعامة، والأمر أدهى وأمر حين يتوفرون في صفوف النخب، ويحسبون على أهل العلم والديانة، وبتقرير كثرتهم قال المتقدمون. قال الحسن البصري يرحمه الله: لولا المنافقون لاستوحشتم في الطرقات (يعني لكثرتهم) (٢).

وسمع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه رجلًا يقول: اللهم أهلك المنافقين، فقال: يا ابن أخي: لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلة السالك (٣).

أيها المسلمون! لكثرة المنافقين وسهولة الانخداع بهم يجهل حالهم كثير من الناس، بل لقد خفي بعضهم على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وأوحى الله إليه فيما أوحى {وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} (٤).

قال الإمام الذهبي رحمه الله: فإذا جاز على سيد البشر أن لا يعلم ببعض المنافقين وهم معه في المدينة سنوات، فبالأولى أن يخفى حالُ جماعةٍ من المنافقين


(١) سورة التوبة، الآية: ٤٧.
(٢) أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى ٢/ ٦٩٨، عن النفاق والمنافقون، د. عبد العزيز العبد اللطيف، مقال في مجلة البيان، عدد ١٠٩ رمضان سنة ١٤١٧ هـ.
(٣) المدارج ١/ ٣٨٨.
(٤) سورة التوبة، الآية: ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>