للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشتاتٌ في البوادي القفار من بعد يتخذون الأخبار {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا} (١).

أيُستكثر بهؤلاء من قلة؟ أم يُتقوى بهم من ضعف؟ كلا .. إنهم معوِّقون ومخلفون ومفتونون ومبطئون، ولا يأتون البأس إلا قليلا: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا} (٢). إنهم جسم غريب في الأمة، وهم نشاز في أمانيهم ومشاعرهم تجاه أهل الملة فإن أصاب المسلمين عافية ونصر وظهور ساءهم ذلك وغمهم، وإن أصابهم ابتلاء وامتحان يمحص الله به ذنوبهم ويكفر به عن سيئاتهم أفرحهم ذلك وسرهم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط} (٣). نفعني الله وإياكم بهدي القرآن.


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٢٠.
(٢) سورة التوبة، الآية: ٤٧.
(٣) سورة آل عمران، الآية ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>