للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: «اللهمَّ قِنِي عذابَك يوم تبعثُ عبادَك». رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بإسنادٍ صحيح (١).

ومن دعائه - كذلك إذا أوى إلى فراشه: «الحمدَ لله الذي أطعَمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي» (٢).

وهذا الحديث يذكرنا بجموع من المسلمين في زماننا هذا تسلط عليهم الأعداء فأخرجوهم من ديارهم، فهاموا على وجوههم بحثًا عن الزاد والمأوى، ونسأل الله أن يردهم إلى بلادهم ويمكّن لهم في أرضهم ويهلك عدوّهم، ومن أصبح آمنًا في سربه معافىً في بدنه، وعنده ما يقيته ويؤويه فليشكر ربه.

وكان من هديه - عليه الصلاة والسلام - ذكر الله حال النوم، كالتسبيح والتحميد والتكبير، فتلك وصيته لأقرب الناس له، فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، حينما سألاه الخادم فقال: «إذا أَويتما إلى فراشِكُما فسبِّحا اللهَ ثلاثًا وثلاثين، واحمدَاه ثلاثًا وثلاثين، وكبِّراه أربعًا وثلاثين، فذلكم خيرٌ لكُمَا من خادم» رواه الشيخان وغيرهما (٣).

ومن هديه صلى الله عليه وسلم - حال النوم - الوضوء وفي هذا يقول: «طهِّروا هذه الأجساد طهَّركم الله، فإنه ليس عبدٌ يبيت طاهرًا إلا بات معه مَلَك في شغاره، لا ينقلب ساعةً من الليل إلا قال: اللهمّ اغفرْ لعبدك فإنه بات طاهرًا» (٤).

ومن هديه قراءة آية الكرسي، فلا يزال على قارئها من الله حافظ، ولا يقربه


(١) زاد المعاد ١/ ١٥٦.
(٢) رواه مسلم في «صحيحه» ح ٢٧١٥.
(٣) انظر: جامع الأصول ٤/ ٢٥٣ - ٢٥٥.
(٤) رواه الطبراني بسند حسن عن ابن عمر. «صحيح الجامع»: ٤/ ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>