للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيطان حتى يصبح - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أبا هريرة رضي الله عنه. وبالجملة: فـ «من اضطجع مضجعًا لا يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تِرة». رواه أبو داود بإسناد حسن (١).

وإذا كان من هديه الاضطجاع على الشق الأيمن، فهناك صفة ذميمة في النوم، أيقظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم صاحبها؛ ألا وهي النوم على البطن.

عن ابن طخفة الغفاري رضي الله عنه قال: قال أبي: بينما أنا مضطجع في المسجد على بطني إذا رجلٌ يحركني برجله فقال: «إنَّ هذه ضِجعة يبغضها الله»، فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح (٢).

وفي بعض الروايات: «تلك نومة أهلِ النَّارِ».

ومن أدب الإسلام ألا ينام المرءُ وبيده بقايا من أثر الطعام حتى يغسلها؛ قال عليه الصلاة والسلام: «من نام وفي يده غمرٌ ولم يغسله، فأصابه شيء، فلا يلومنَّ إلا نفسَه». رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح (٣).

ومن آداب النوم أن ينفضَ الإنسانُ فراشَه احتياطًا لما قد يخلفه فيه من بعده، فقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أوى أحَدُكم إلى فراشِه فلينفضْهُ بداخِلَة إزارِه فإنه لا يدري ما خلَّفَه عليه، ثم ليضطجعْ على شقِّه الأيمن، ثم ليقل: باسمِكَ ربِّي وضعتُ جنْبِي، وباسمِكَ أرفعُه، إن أمسكتَ نفسي فارحمْهَا، وإن أرسلتهَا فاحفظْها بما تحفظُ به عبادَك الصالحين (٤)».


(١) رياض الصالحين: ٣٥٧، ٣٥٨. والتِّرة: النقص، أو التبعة.
(٢) رياض الصالحين: ٣٥٧.
(٣) صحيح الجامع: ٦/ ٣٦١.
(٤) صحيح الجامع الصغير: ١/ ١٧٠، ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>