للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المسلم والمسلمة: وإذا كنت لا تدري إذا صعدت روحُك إلى بارئها - حال النوم - أتكون ممن تُمسك روحه فلا تعود، أم ممن ترسلُ لتستكمل بقية أجلِها .. فليس يليق بك أن تودّع الدنيا بالفجور والعصيان، أو يكون آخر ما يقرع سمعَك ألحان الغناء، وأصوات الموسيقى والتخيلات الباطلة، بل ودِّع الدنيا بخير ما ينبغي أن تودع به؛ نم على ذكر الله، واشكره على عافيته وكفايته، وإيوائه لك، ونم وأنت عازم على القيام للصلاة المكتوبة، وإذا استيقظت فاحمد الله، وقل كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «الحمدُ لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النُّشورُ». رواه البخاري ومسلم.

وإذا تعاريت من الليل - أي استيقظت - فقد أرشدك النبي صلى الله عليه وسلم أن تقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحيي ويميت بيده الخير وهو على كلِّ شيء قدير، سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر»، فإذا قلت: اللهم اغفرْ لي، أو دعوت استجيب لك، وإن قمت فتوضأت ثم صلِّيت، قُبلت صلاتُكَ. رواه أحمد والبخاري وغيرهما (١).

أيها المسلم! أما إن أصابك أرق أو فزع أو وحشة، فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يعلِّم أصحابه من الفزع أن يقولوا: «أعوذُ بكلماتِ الله التَّامة من غضبه ومن شرِّ عباده ومن شرِّ همزات الشياطين وأن يحضرون». حديث حسن أخرجه أحمد وغيره (٢).

وورد أن رجلًا شكى للنبي صلى الله عليه وسلم الأرق، فقال له: «قل: اللهم غارت النجومُ، وهدأتِ العيونُ، وأنت حيُّ قيوم، يا حيُّ يا قيّوم أَنِمْ عيني، وأهدئ بالي» فقالها الرجل، فذهب عنه الأرق (٣).


(١) صحيح الجامع: ٦/ ٢٧١.
(٢) زاد المعاد: ٢/ ٤٦٨.
(٣) تفسير ابن كثير عند الآية ٢٣ من سورة الروم: ٤/ ٧٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>