للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى دِينكم» رواه أحمد وأبو داود بإسنادٍ صحيح (١).

ومن هنا يَفْرُقُ أعداءُ الملةِ من الجهاد، ويتخوفون كثيرًا من المجاهدين الصادقين، ولذا يَعمدون إلى تشويه صورة الجهاد، ورمْي المجاهدين بأبشع الألقاب، وتكاد صيحاتُ المجاهدين وتكبيرهم تقطع أنياط قلوبهم، وإن كان استعدادهم ضعيفًا.

وإذا لم يُستغرب هذا من الأعداء، فإن المؤسف والمستغرب حقًا أن تروج مثلُ هذه الشائعات في بلاد المسلمين، وتتسلل هذه الأفكار المحيطة للجهاد والمشوهة لصورة المجاهدين عند بعض أبناء المسلمين، ويتردد في الإعلام العربي والإسلامي مفاهيم خاطئة عن الجهاد وأهدافه، وعن المجاهدين وصولاتهم.

عباد الله: والجهادُ في سبيل الله طريقنا إلى العز والتمكين في الدنيا، وهو طريقٌ موصل للجنة ونعيمها في الآخرة فـ «الجنَّةُ تحت بارقةِ السُّيوفِ» و «الجنّةُ تحت ظلالِ السيوفِ» رواه البخاري (٢).

تُرى، كم نُحدث أنفسنا بالجهاد، وهل نتخوف على أنفسنا من النفاق حين لا نغزو ولا نحدث أنفسنا بالغزو؟ وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم «من مات ولم يغزُ ولم يُحدِّث به نفسَه، مات على شعبةٍ من نفاقٍ». قال عبد الله بنُ المبارك: فنرى أن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (٣).

وقال غيره: والظاهر الموافق للسنة الصحيحة عمومُ ذلك، ولا دليل على هذا التخصيص (٤).


(١) صحيح الجامع: ١/ ١٧٥ ح ٤١٦.
(٢) الفتح: ٦/ ٣٣.
(٣) مسلم، «مختصر المنذري» ح ١٠٧٣.
(٤) حاشية المنذري: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>