للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحازم الموفق مَنْ يكتشف خطوات الشيطان، ويُغلق منافذه من أول الطريق.

٥ - والشيطانُ في إغوائه يظهر بمظهر الناصح الأمين للإنسان: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (٢١) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ} (١).

ولذا حذر اللهُ من فتنته: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ} (٢).

٦ - أيها المسلمون: وإذا شعر الشيطان أن الإنسان سيفوت عليه وسينُصر عليه في معركة الإغواء، عمد إلى شياطين الإنس يستنجد بهم ويستعينهم ليعينوه في مهمته، وصدق الله: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} (٣).

وكم أثر شياطين الإنس من دعاة الباطل وقرناء السوء على عباد الله بما لم يستطع الشيطان إليه سبيلًا، وقد كان السلفُ يتخوفون من شياطين الإنس، وهذا مالك بن دينار عليه رحمة الله يقول: إن شيطان الإنس أشدُّ عليَّ من شيطان الجن، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عيانًا (٤).

إخوة الإسلام .. وإذا عرفتم شيئًا من وسائله، فاعلموا شيئًا من مداخله.

ألا وإن من أكبر مداخله: الجهل، والغضب، وحبَّ الدنيا، وطول الأمل، والبخل، والكبر، والرياءَ، والعجب والجزع، والهلع، واتباع الهوى، وسوء


(١) سورة الأعراف: الآية ٢١، ٢٢.
(٢) سورة الأعراف: الآية ٢٧.
(٣) سورة الأنعام: الآية ١٢١.
(٤) تفسير القرطبي ٧/ ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>