للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظن، واحتقار المسلم، واحتقار الذنوب، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمته (١).

١) أما الجهل: فهو باب عظيمٌ للانحراف عن صراط الله المستقيم ومدخل واسعٌ من مداخل الشيطان، كيف لا والجاهلُ يفعل الشرَّ وهو يظنُّه خيرًا، وينأى بنفسه عن الخير وهو يحسبه محسنًا. وخسارة الجهل فادحة، وفتقه لا يُرتق إلا بنور العلم والإيمان، قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (٢).

وقد قيل:

وفي الجهل قبلَ الموتِ موتٌ لأهلهِ ... فأجسامُهمْ قبلَ القُبور قبورُ

وإنَّ امرءًا لم يَحْيَ بالعلمِ ميتٌ ... فليس له حتى النشورِ نشورُ

٢) أما الغضب فهو داءٌ عضال ومدخل عظيمٌ من مداخل الشيطان، ومن خلاله يتلاعب الشيطانُ بالإنسان كالكرة في يد الغلمان.

وليس عبثًا أن يقولَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاء إليه يقول: أوصني، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تغضبْ»، فردَّد الرجلُ مرارًا، والرسول يقول: «لا تغضب» (٣).

زاد أحمد في رواية: قال الرجل: ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشرَّ كلَّه (٤).


(١) وحيد بالي «وقاية الإنسان من الجن والشيطان».
(٢) سورة الكهف: الآية ١٠٣، ١٠٤.
(٣) رواه البخاري «الفتح»: ١٠/ ٥١٩.
(٤) «وقاية الإنسان» ص ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>