للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى الغضبان أن يغير حالته التي هو فيها؛ فإن كان واقفًا جلس، وإن كان جالسًا اضطجع، وقد ورد عن أبي ذر مرفوعًا: «إذا غضِبَ أحدُكم وهو قائمٌ فليجلسْ، فإن ذهبَ عنه الغضبُ، وإلا فليضْطَجِعْ» رواه أحمد وجوَّد إسناده العراقي.

وعليه أن يتوضأ، فالغضب جمرة مُتَّقدة يُطفئها ماء الوضوء بإذن الله.

أيها المؤمنون: أما المدخل الثالث من مداخل الشيطان على الإنسان فهو:

٣) حبُّ الدنيا - وقد ورد عن الحسنِ مرسلًا: «حبُّ الدينا رأسُ كلِّ خطيئة» (١).

ومن مأثور حِكَم الحسن البصري يرحمه الله قوله عن الدنيا: رحم اللهُ أقومًا كانت الدنيا عندهم وديعة، فأدوها إلى من ائتمنهم عليها، ثم راحوا خفافًا.

وأبلغ من ذلك وأجلُّ قوله تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (٢).

وقوله صلى الله عليه وسلم: «موضعُ سوطٍ في الجنة خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ولَغَدْوَةٌ في سبيل الله أو رَوْحةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها» (٣).

ألا وإن الدنيا حين تستحكم في القلوب فهي منفذٌ واسع للشيطان، فبسببها يكون الخصام والتقاطع، وربما وقع القتل وسفك الدماء، هذا فضلًا عن العداوة والشحناء .. وفضلًا عن الغفلة عن ذكر الله وإقامة الصلاة، والغفلة عن الآخرة بنعيمها المرغوب، أو بعذابها المرهوب، والدنيا أقلُّ من هذا وأذل، ويرحم الله الإمام الشافعي حين قال واصفًا الدنيا: الدنيا دارُ مذلةٍ، عمرانُها إلى الخراب


(١) ذكره الألباني في «ضعيف الجامع الصغير»: ٣/ ٩٠.
(٢) سورة آل عمران: الآية ١٨٥.
(٣) رواه البخاري «الفتح»: ١١/ ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>