للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صائر، وساكنها إلى القبور زائر، شملُها على الفرقة موقوف، وغناها إلى الفقر مصروف، الإكثار فيها إعسار، والإعسار فيها يسار، فافزع إلى الله، وارْضَ برزق الله، لا تتسلف من دار فنائك إلى دار بقائك، فإن عيشك ظلٌّ زائل، وجدار مائل، أكثِرْ من عملك، وأقصر من أمَلِكَ (١).

يا أخا الإيمان: وتأمل كلمات الذي لا ينطق عن الهوى وهو يحذر من حب الدنيا ويقول: «من أُشرب حبَّ الدنيا التاط منها بثلاث: شقاءٌ لا ينفذُ عناه، وحرصٌ لا يبلغ غناه، وأملٌ لا يبلغ منتهاه، فالدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة حتى يدركه الموت، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه». قال المنذري: رواه الطبراني (٢).

٤) ومن مداخل الشيطان: الكِبْرُ، وهو بطرُ الحقِّ وغمط الناس، وبه يتعاظم المتكبر نفسَه، وينسى عظمة من خلقَه، بل يُذلُّ نفسه ويجهلُ نهي ربه وتوجيهه للمتكبرين: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} (٣).

{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} (٤).

وأين المتكبرون من قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخلُ الجنةَ من كان في قلبِه مثقال ذرةٍ من كِبْرٍ» رواه مسلم (٥) والترمذي.

قال النعمان بن بشير على المنبر: إن للشيطان مصالي وفخوخًا، وإن من مصالي


(١) وقاية الإنسان .. وحيد بالي: ص ٢٠٥.
(٢) رواه الطبراني بإسناد حسن «الترغيب والترهيب»: ٦/ ١٧.
(٣) سورة الإسراء: الآية ٣٧.
(٤) سورة غافر: الآية ٣٥.
(٥) مسلم مع النووي: ٢/ ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>