للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله، والفخر بإعطاء الله، والكِبْرُ على عباد الله، واتباع الهوى في غير ذات الله.

وأنى للإنسان أن يتكبر وأوله نطفةٌ مذرة، وآخره جيفةٌ قذرة، وحشوه فيما بين ذلك بولٌ وعذرة ... ! (١).

أيها المؤمنون:

٥) واتّباعُ الهوى مدخلٌ عظيمٌ من مداخل الشيطان، وطريقٌ للعقوبة والضلال، وكفى بالقرآن واعظًا: {وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} (٢). قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما ذكر الله عز وجل هوىً في القرآن إلا ذَمَّهُ. ثم استشهد لذلك بعدد من الآيات (٣).

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: أنتم في زمانٍ يقود الحقُّ الهوى، وسيأتي زمانٌ يقودُ الهوى الحقَّ (٤).

قال بعض العلماء: ركَّب الله الملائكة من عقل بلا شهوة، وركَّب البهائم من شهوة بلا عقل، وركب ابن آدم من كليهما، فمن غلب عقله على شهوته فهو خيرٌ من الملائكة، ومن غلبت شهوته على عقله فهو شرٌّ من البهائم (٥).

وقال بعض الحكماء: العقلُ صديق مقطوع، والهوى عدوّ متبوع.

عباد الله: إياكم أن يتلاعب بكم الشيطان عن طريق الهوى والشهوة. يروى أن


(١) وقاية الأنسان ص ٢١٦.
(٢) سورة ص: الآية ٢٦.
(٣) تفسير القرطبي ١٦/ ١٦٧.
(٤) تفسير القرطبي ١٩/ ٢٨٠.
(٥) أدب الدنيا والدين ص ١٣، ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>