للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسناته كما يكتم سيئاته (١).

والإخلاص دوام المراقبة ونسيان الحظوظ كلها، وهو شرط في قبول العمل، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل لا يقبلُ من العمل إلا ما كان خالصًا وابتُغي به وجهُه» (٢).

وكلما كان الإخلاص أقوى، كلما كان كيد الشيطان ضعيفًا -والعكس بالعكس.

٢ - ولا بُدَّ مع الإخلاص من علمٍ يعبد المرءُ به ربَّه على بصيرة، وبه يعلم منافذ الشيطان ووساوسه فيبطلها، وبه يعلم سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فيتَّبعها .. ولذا فعالمٌ عاملٌ ناصحٌ لنفسه وللأُمة أشدُّ على الشيطان من مئةِ جاهل أو يزيدون.

٣ - ولزوم المسلمين بالحق من وسائل صَدِّ الشيطان. قال عليه الصلاة والسلام: «من أراد بحبوحةَ الجنةِ فليلزم الجماعة، فإن الشيطانَ مع الواحد، وهو من الاثنين أبعدُ» (٣).

ولا شك أن الجماعة المقصودة ما وافق الحقَّ، فهؤلاء ينبغي لزوم طريقتهم في المعتقد والسلوك، فَيَدُ الله مع الجماعة.

٤ - والعبادات المشروعة كلها وسائل لصدِّ الشيطان، وإذا كانت الصلاة من أهمها فتأملوا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في إقامتها ومدخل الشيطان حين التهاون بها، قال عليه الصلاة والسلام: «ما مِنْ ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بَدْوٍ لا تقام فيهم الصلاةُ، إلا قد استحوذَ عليهمُ الشيطانُ، فعليك بالجماعةِ فإنما يأكلُ الذئبُ من الغنمِ القاصيةَ» (٤).


(١) تفسير القرطبي: ١٠/ ٢٨.
(٢) رواه النسائي بسند صحيح، «صحيح الترغيب»: ١/ ٦.
(٣) رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح.
(٤) رواه أبو داود بسند حسن ١/ ١٥٠، وانظر «صحيح الجامع».

<<  <  ج: ص:  >  >>