للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كانت الصلاة المفروضة مع الجماعة طاردة للشيطان، فصلاة النَّفل في البيت سبيلٌ لنفرة الشياطين، وفي الحديث المتفق عليه: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتِكم ولا تَتَّخذوها قبورًا».

قال النووي: حث على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد من الرياء، وأصون من المحبطات، وَلِيَتَبرك البيتُ بذلك، وتنزل فيه الرحمة والملائكة، وينفر منه الشيطان (١).

وليس يخفى أن الوضوء والأذان والصلاة كلها وسائل منفِّرة للشيطان.

٥ - ومن وسائل طرد الشيطان: الاستعانة بالله والاستعاذة به منه، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (٢). وأوحى الله إلى عبده فيما أوحى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} (٣).

قال ابن كثير رحمه الله: ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أي: أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم، أن يضرَّني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثَّني على فعل ما نهيت عنه، فإن الشيطان لا يكفُّه عن الإنسان إلا الله، ولهذا أمُر بالاستعاذة من شيطان الجنِّ؛ لأنه لا يقبلُ رشوةً ولا يؤثر فيه جميلٌ؛ لأنه شريرٌ بالطبع، ولا يكفُّه عنك إلا الذي خلقه (٤).

وليس عبثًا أن يؤمر المسلم بالاستعاذة بالله من الشيطان في أكثر من موضع،


(١) شرح النووي على مسلم: ٦/ ٦٨.
(٢) سورة الأعراف: الآية ٢٠٠.
(٣) سورة المؤمنون: الآية ٩٧، ٩٨.
(٤) تفسير ابن كثير: ١/ ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>