للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند الإحساس بنزغِهِ، وعند تلاوة القرآن، وعند افتتاح الصلاة، وعند إتيان الرجل أهلَه، وعند دخول الخلاء، وعند الغضب، وعند نهيق الحمير، ونباح الكلاب (١). وبالجملة فالعبد مأمورٌ بالاستعاذة بالله من الشيطان عند حصول الخير، أو وقوع الشر.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: أمر سبحانه بالاستعاذة عند طلب العبد الخير؛ لئلا يعوقه الشيطان عنه، وعندما يعرض عليه من الشرِّ ليدفعه عنه عند إرادة العبد للحسنات، وعندما يأمره الشيطان بالسيئات، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزالُ الشيطانُ يأتي أحدَكم فيقول: مَنْ خلق كذا؟ مَنْ خلق كذا؟ حتى يقولَ: من خلق اللهَ؟ فمن وجد ذلك فليستعذ بالله وَلْيَنْتَهِ». فأمر بالاستعاذة عندما يطلب الشيطان أن يوقعه في شرٍّ أو يمنعه من خير، كما يفعل العدوُّ مع عدوه (٢).

٦ - أيها المسلمون: والدعاء سلاحٌ يحفظ الله به المسلم من كيد الشيطان، وقد قال صدِّيق الأمة رضي الله عنه: يا رسول الله علمني شيئًا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيتُ، قال: «قل: اللهمَّ عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، ربَّ كل شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشيطان وشِرْكِه».

وفي رواية: «وأن اقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّه إلى مسلم، قُله إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ، وإذا أخذت مضجعَك» (٣). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ (٣) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)} (٤).


(١) وقاية الإنسان ٢٨١ - ٢٨٥.
(٢) الفتاوى: ٧/ ٢٨٤.
(٣) رواه أبو داود والترمذي وقال: حسنٌ صحيح، وصححه الألباني (تخريج الكَلِم الطيب) تعليق ٩.
(٤) سورة الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>