للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء به إلا رجلٌ عَمِلَ أكثرَ منه» (١). وصحّ الخبر «مَنْ قال: أعوذُ بكلماتِ الله التاماتِ من شرِّ ما خلقَ ثلاثًا، لم يضرّه شيءٌ» (٢).

أيها المؤمنون: وفي كتاب الله شفاءٌ ودواء، وفي تلاوته أجرٌ ومَغنم، وبه يُحفظ القارئُ المتمعِّنُ من شياطين الجن والإنس، وقد قال الله لنبيه: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا} (٣).

أجل إن الشاطين تنفر من المكان الذي يتلى فيه القرآن، ولذا جاء الحث على تلاوة القرآن عمومًا، وعلى تلاوة سور مخصوصة طاردة للشيطان من مثل سورة البقرة والمعوذات، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.

فطيبوا أفواهكم -عباد الله - بتلاوة كتاب الله، وحصِّنوا بيوتكم من الشياطين بالإكثار من تلاوة كتاب الله فيها، وعطِّروا مجالسكم، كما كان السلف يفعلون، بتلاوة كتاب الله، وأحدهم يقول للآخر: ذكِّرنا ربنا.

٩ - يا أخا الإسلام: ومما يعينك على الحفظ من الشيطان أن تحفظ جوارحك عما حرم الله عليك، وأن تتذكر أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وهاك مؤشرًا لجارحتين تكلَّم العلماء عن أثرهما ومدخل الشيطان من خلالهما؛ يقول ابن القيم رحمه الله عن اللسان والعينين: وأكثر المعاصي إنما يولدها فضول الكلام والنظر، وهما أوسع مداخل الشيطان، فإن جارحتيهما لا يملاَّن ولا يسأمان ..


(١) البخاري مع الفتح: ٦/ ٣٨٨، مسلم مع النووي: ١٧/ ١٧.
(٢) رواه ابن السني، وفي رواية لمسلم ١٧/ ٣١ النووي.
(٣) سورة الإسراء: الآية ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>