للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديث الآخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا تثاءبَ أحدُكم فليمسكْ بيدهِ على فيه، فإن الشيطانَ يدخلُ» رواه مسلم.

١٣ - وإذا كان رديءُ الكلام مدخلًا للشياطين، ففي الكلام الحسن وقاية من نزغات الشياطين، كذلك جاء توجيه خالقنا: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} (١).

إخوة الإيمان: وثمة عادات ربما مارسها بعض الناس جهلًا منهم أو ضعفًا، وهي من عادات الشيطان، وأولى لهم أن يجتنبوها، فالجلوس بين الظل والشمس جاء النهي عنه، وعُلِّلَ بأنه مجلس الشيطان (٢). والعجلة من الشيطان .. والمبذِّرون إخوان الشياطين.

وتذكر حين تستكبر أنك تشابه الشيطان {إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ} (٣).

احرص على أن تَتَحلى بكل خُلق كريم .. فذاك سرور وتوفيق في الدنيا ومغنم عظيم في الآخرة.

أيها المسلمون: هذا ما تيسر ذكره من وسائل وأعمالٍ تُحصِّن المسلم من كيد الشيطان، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} (٤)، ولا يكفي التّحسُّر والتلاوم على كلِّ نَزغةٍ من نزَغات الشيطان بأنه مسلط على الناس وبأن النفس ضعيفةٌ والربُّ غفور. لا بد من فعل الوسائل وتلمس الأسباب التي يحمي بها المرءُ نفسَه وأهله من كيد الشياطين.


(١) سورة الإسراء: الآية ٥٣.
(٢) رواه أحمد في «مسنده»، وجودَّ إسناده المنذري «الترغيب»: ٤/ ١٩١.
(٣) سورة البقرة: الآية ٣٤.
(٤) سورة الطلاق: الآية ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>