للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (١).

عباد الله: ولأهل الريب والنفاق -قديمًا وحديثًا - فرحهم .. ولكن فرحهم بمصائب المسلمين ونوازلهم، والتخلف عن الجهاد والدعوة، وبالأذى يصيب الرسول أو أحدًا من المسلمين، وقد فضحهم الله وكشف سريرتهم: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٢). أجل لقد كانوا يفرحون بالمصيبة تقع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو على أحدٍ من المسلمين، وتسوؤهم الحسنة والخير الحاصل لهم: {إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَّهُمْ فَرِحُونَ} (٣).

إنهم متربصون، وساخرون وساخطون، وكاذبون، ومستكبرون، لا تكاد تجد لهم موقفًا واضحًا ومحددًا، بل يدورون مع الحدث كيف دار، ويتخلصون من المواقف الصعبة المحرجة بالكذب والأعذار، وصدق الله: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} (٤). ألا بئست البضاعة وخاب المنافقون وخسروا، وفرحتهم الظاهرة القليلة سيعقبها البكاء طويلًا، كما في محكم التنزيل: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (٥).


(١) سورة القصص: الآية ٨٣.
(٢) سورة التوبة: الآية ٨١.
(٣) سورة التوبة: الآية ٥٠.
(٤) سورة النساء: الآية ١٤١.
(٥) سورة التوبة: الآية ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>