الناس، وكما يُبتلى الناسُ بالسراء يبتليهم اللهُ كذلك بالضراء، ليستخرج عبوديتَهم في الحالتين، ويعلم -وهو العليمُ الخبيرُ - كيف يشكرون وكيف يصبرون.
والمتأمل اليوم في واقع المسلمين؛ يرى ضعفًا وفُرقة، وذلةً ومسكنةً، وفتنًا ومصائب يتلو بعضُها بعضًا، وكلما تجرَّع المسلمون كؤوس بليةٍ، انبعثت لهم أخرى، وهكذا، وفي مقابل ذلك كلما أوشكت لهم راية أن ترتفع، وإذا بالسهام تُسدد نحوها، ضربٌ وتطويق وسلبٌ للثمار، وخطفٌ للنتائج دون المسلمين.
هذا فضلًا عن غزو الأفكار، وحرب القيم عبر الفضائيات والقنوات، وفضلًا عن المشروع الأكبر في حصار العالم، وفي طليعتهم المسلمون في عقائدهم واقتصادهم وقيمهم -عبر مشاريع العولمة والنظام العالمي الجديد!
عباد الله! وهذه المؤثراتُ كلُّها، وما ينضاف إليها من مِحَن وإحَنٍ وانحراف عن صراط الله المستقيم بين المسلمين أنفسهم، وشيوعٍ للنفاق، وكثرة المنافقين، وما يستتبعُ ذلك من محاولاتٍ للفساد والإفساد. هذه وتلك تشكّلُ ضغطًا على النفوس، وتضيق لها الصدور، وربما سببت اليأس والقنوط أو الضعف والإحباط عند بعض المسلمين.
وهنا ترد الأسئلة التالية:
ما مظاهرُ الإحباط والضعف؟ وكيف كان هدي المرسلين -عليهم السلام - في ظل هذه الظروف زمن الشدائد والكروب؟
ما هي أخطاؤنا في ظل هذه الظروف؟ وما المطلوبُ مَنّا حتى نخرج من هذه الأزمات؟
هل من نماذج تقوي عزائمنا -في ظروف المحن والكروب -؟ ما دور العلماء