والدعاة؟ وما أثر المرجفين والمثبطين؟ ما هي الدروسُ والحكمُ في زمن الشدائد؟ وكيف تُستخرج عبودية الضراء لله رب العالمين؟ إلى غير ذلك من أسئلة قد تثور، وما أحوجنا إلى معرفتها والإجابة عنها.
يا أخا الإسلام: حديثي إليك عن: التفاؤل في زمن الشدائد، ولكن الحديث عن هذا لا ينفك عن تقدمةٍ تشخِّص الداء وترشد للدواء.
أيها المسلمون: أما مظاهرُ الإحباط فمنها ضعفٌ في السلوكيات وتراجعٌ في القيم، تبرز عند بعض المسلمين والمسلمات، وربما وصل الأمر إلى اهتزازٍ في القناعات والمسلَّمات -يقلُّ هذا الأثرُ أو يكثر على حسبِ قوةِ التأثرِ بالموجات الغازِيَة، وعلى حسب قوة اليقين أو ضعفه بما وعد اللهُ المتقين والفجار.
ومن مظاهر الإحباط كذلك الانهزاميةُ والشعورُ بالنقص، وربما تطور الأمرُ إلى الإعجابِ والفتنةِ بالكفار والموالاة لهم.
ومن مظاهر الإحباط القعودُ عن العمل المثمر، والضعفُ في الدعوة إلى الله، والشعورُ الخاطئ بأن منافذ الإسلام أُغلقت، وفرص الدعوة قد حُجّمت، وأخطرُ من ذلك أن تُمارس الدعوةُ بمناهجَ منحرفةٍ، وأساليب خاطئة، بها تُشوَّه صورةُ الإسلام، ويُحطَّم سياجُ الحلالِ والحرام! وتُخلِّف هذه الوسائلُ الخاطئةُ آثارًا سلبيةً على الدعوة والدعاة.
عباد الله: أمَّا رسولُ الهدى والمرسلون من قبله -عليهم جميعًا أفضلُ الصلاة وأزكى التسليم - وأتباعُهم من المؤمنين -عليهم رضوان الله - فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللهِ، وما ضعفوا وما استكانوا ولا يئسوا ولا قنطوا من رحمةِ الله، بل كان الفألُ شعارهم والوعدُ بنصر الله حديثَهم، يتخطون بذلك ظروف الزمن الحاضرة، وينظرون بنورِ الله إلى نصرهِ في الأيام المستقبلة.