للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا لحق الوعيد للمتبعين للشهوات -كما قال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (١) - فقد أخبر الله عن الوسيلة الواجبة وحكم بالنتيجة فقال: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (٢).

وللعلماء العارفين حديثٌ مستفيض عن آثار الشهوة المحرمة وعواقبها المُرّة على صاحبها في الدنيا، وما ينتهي إليه عبيد الشهوات في الآخرة أشدُّ وأنكى.

عباد الله: ولجهل الإنسان وقصور علمه أحيانًا، أو تغليب هوى النفس على مراد الله أحيانًا أخرى، فقد يتبع المرءُ الظنون ويتخلى أو يضعف استمساكهُ بالحقِ اليقين، واتباعُ الظنِّ من أنواع الاتباع المذموم، قال تعالى حاكيًا عن المشركين: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} (٣).

والظنُّ لا ينفُع من الحقِّ شيئًا، ولا يقوم مقامه، كما قال تعالى: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} (٤).

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه.


(١) سورة مريم: الآية ٥٩.
(٢) سورة النازعات: الآية ٤٠، ٤١.
(٣) سورة النجم: الآية ٢٣.
(٤) سورة النجم: الآية ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>