للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (١٦) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} (١).

أيها المسلمون: ليس لعمل المسلم غايةٌ دون الموت: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (٢).

وما خلق اللهُ الناس عبثًا، بل وما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما باطلًا، لكن ذلك لحكمة عظيمة، ألا وهي تحقيقُ العبودية لله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٣).

وينبغي للمسلم أن يعبد الله في كل حال؛ في حال نومه ويقظته، وفي حال قوتهِ وضعفه، وهو في المسجد أو بيته أو مكان عمله، حين يراه الناس وحين لا يراه إلا الذي يعلم السرَّ وأخفى. ويمكن للمسلم أن يراوح بين أنواع من العبادة حتى تتعود نفسُه على العبادة، والدعوة، والإحسان. وكم تحتاج النفسُ في هذا الطريق إلى مجاهدةٍ ومكابدةٍ .. لكنها مع الصدق والإخلاص تُسلم القيادَ ويقودها صاحبُها إلى ما فيه صلاحُها عاجلًا وآجلًا. ويرحم اللهُ أقوامًا جاهدوا أنفسهم حتى ذللوها للخير، ونأوا بها عن مواطنِ السوءِ والريب. لكنهم استسهلوا الصعب، ولم ينقطعوا في ثنايا الطريق وبُنياتِه الأولى، فهذا محمدُ بنُ المنكدر رحمه الله يقول:


(١) سورة الانفطار، الآيات: ٦ - ١٩.
(٢) سورة الحجر، الآية: ٩٩.
(٣) سورة الذاريات، الآية: ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>