للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثبات على الحق .. أسأل الله أن يثبتني وإياكم وإخواننا المسلمين على الحق إنه جواد كريم.

١ - العامل الأول: الاعتصام بالكتاب والسنة، والتمسك بما فيهما علمًا وعملاً، فالقرآن الكريم حبل الله المتين، والسنة النبوية مكملة للقرآن وشارحة له، تفصل ما أجمل، وتفسر ما أشكل، وهما جميعًا نور وضاء يهتدي بنورهما أولو الألباب، وما فتئ المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو أمته للتمسك بهما والرجوع إليهما حتى وافاه اليقين، ومما قاله عليه الصلاة والسلام «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله» (١).

وهكذا فكلما كان التزام الأمة بالكتاب والسنة قويًا، كان ثباتها على الحق .. وكلما هجر القرآن اندرست السنة .. كان ذلك داعيًا للانحراف وباعثًا للضلال ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ويندرج تحت هذا الأصل الاقتداء بسلف الأمة الصالحين الذي صحبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم وأخذوا منه وتربوا على يديه، وفي طليعة هؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وعن سائر الصحابة أجمعين وفي هؤلاء جاءت وصية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» (٢).

أخي المسلم ومن هنا يتضح لك حاجتك في الثبات على دين الله على لزوم الكتاب والسنة وما فيهما من توجيه ولزوم سنة الخلفاء الراشدين، وهديهم .. ويتبين لك كذلك أن التمسك بالبدع المحدثة كأعياد المولد مثلاً، والتعبد


(١) أخرجه الإمام مالك والحاكم بسند حسن، جامع الأصول ١/ ٢٧٧.
(٢) الحديث رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه بسند صحيح جامع الأصول ١/ ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>