أما حين الغروب - حين يحين الإفطار .. فثمّة دعاءٌ ودعوةٌ للصائم لا تُرَدُّ عند فطره.
فانظر في قيمة الدعاء والاستغفار، وانظر ماذا أنت داعٍ، واعلم أن فضل الله واسعٌ، وأنك تطلب من غني كريم، فلا تنس غيرك من المسلمين في الدعاء، بل ولا تنسَ الأموات من الدعاء بعد أن تخصَّ نفسك ووالديك وأهلك وأولادك.
الوقفة الخامسة: وأهلونا وأولادنا أمانةٌ في أعناقنا، واسأل نفسك - أيها الصائم - ماذا صنعت لأهلك وأولادك في رمضان .. كيف حالُهم مع الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأين يقضون أوقاتهم .. وفيم يقضونها؟
إن الهداية بيد الله .. لكن فعل الأسباب مطلبٌ شرعي، وقد كلفنا الله بوقايتهم من النار. وهنا اسمحوا لي أن أعرض مذكرًا ومنبهًا لبعض الحالات التي يُرجى برؤها، ومن الضروري التنبُّه لها وعلاجُها.
فهل يشهد أبناؤك وبناتُك الصلاة مع المسلمين، أم يصلون وهم في فرشهم نائمون؟ !
وحين يستيقظون، ماذا يعملون ويشاهدون ويسمعون؟ هذا السيلُ الجرارُ من النساءِ المتسوقات ليلًا ونهارًا ما هو نصيبك منهن .. وهل يليق أن تبقى في محرابك خاشعًا وبناتُك يفتنَّ الرجال .. أو أبناؤك يؤذون المسلمين والمسلمات بالمعاكسات تارة، وبالأصوات المزعجة للمصلين أخرى، وبالسهر على الخنا والفجور تارةً ثالثة، إنها مشاهد تتكرر في كلّ رمضان، فمن المسئول عنها؟
وثمة ظاهرة تستحق الاهتمام والتنبيه؛ إنها ضياعُ الأبناء أو البنات حين السفر إلى مكة أو غيرها .. وكم هو مؤلمٌ أن تسمع أخبارًا لا تسر بجوار بيت الله المحرم، ذلك بسبب الإهمال أو ما يُسمى بالثقة، والواقعُ أنه ضعفٌ في الرقابة،