للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتهاون في المسؤولية .. نعم إن العمرة في رمضان تعدل حجة. ولكن اللبيب من يحافظ على المكاسب دون خسارة، ويعبد ربَّه دون أن تكون عبادته سببًا للفتنة .. أجل إن رجالات الهيئة يشكون من إهمال عددٍ من الآباء لبناتهم، ويتحدثون بلغة الأرقام عن مئات من حالات الخلوة مع رجال أجانب .. وما ظنك برجلٍ وامرأةٍ تحققت الخلوة بينهما؟ .. فكيف إذا كانوا جميعًا في مرحلة الفتوة والشباب؟ ! إنها تحذيرات متكررة، ونداءات محذرة يطلقها الغيورون من رجالات الهيئة .. ونحن نبلغها لكم، وكم هي كلمةٌ معبرة قالها أحدُ أصحاب الفضيلة العلماء يصف بها حال هؤلاء الذين يذهبون بصحبة أولادهم أو بدونهم، قال: صنفان مأجوران، وصنفان مأزوران، أما المأجوران: فهما من سافر وحافظ على من معه، أو بقي ولم يسافر وحافظ على أهل بيته في محله. وأما الصنفان المأزوران: فأحدُهما من سافر وأهمل أهله وهم مسافرون معه .. أو منعهم من السفر معه، لكنه أهملهم في محلهم ولم يدر ما هم صانعون .. تلك حالاتٌ ومسؤولياتٌ تستدعي الرعاية والتنبه والاهتمام .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (١).


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>