للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السابقة. لأن ولاية الدولة ولاية عامة، وولاية الولد ولايةٌ خاصة، وهذه الولاية (الخاصة) أوجبُ وألزم من الولاية العامة (١).

وإذا شُكرت الدولةُ أو الجمعيات الخيرية على رعايتها وعنايتها بالمسنين .. فإنما أقيمت هذه الرعاية أصلًا لمسنٍّ لا عائل له لظرف أو لآخر، ولا ينبغي أن يتسابق الناسُ ويتخلصوا من مسنيهم لأدنى سبب من الأسباب .. فليس هذا جزاء الإحسان.

معاشر الشباب: ورعايتكم للكبار وتقديركم للمسنين ينبغي أن تنبع من ذوات أنفسكم، مدركين حكمةَ التشريع، ومبتغين الأجر من الله، ولا ينبغي أن يسوقكم لذلك ضغطُ المجتمع عليكم، أو مجاملةُ الآخرين من حولكم، وقد كان المسلمون فيما مضى ولا زالوا يأخذون على يد من لم يوقر الكبير. وفي «الآداب الشرعية والمنح المرعية»؛ أن إبراهيم بن سعد رأى شبابًا قد تقدموا على المشايخ، فقال لهم: ما أسوأ أدبكم! لا أحدثكُم سنة، (٢) .. ويروى في ذلك عن إمام السنة أحمد ابن حنبل أنه كان من أشدّ الناس توقيرًا لمن هو أسنُّ منه من الشيوخ. وعن ليث، قال: كنت أمشي مع طلحة بن مصرف فقال: «لو كنت أسنَّ مني بليلة ما تقدمتك» (٣).

على أن رعاية الكبار وتقدير المسنين - فوق أنها مطلبٌ شرعي وأدب إسلامي هي كذلك ذوق وجمال، وهي تعبيرٌ عن كريم الخلق وطيب النفس، ومؤشرٌ للوفاء


(١) كذا جاء في مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد العاشر سنة ١٤١٢/ محرم.
(٢) رعاية المسنين في الإسلام، عبد الله السدحان ٦٧.
(٣) الحدائق في علم الحديث والزهديات، ابن الجوزي ٣/ ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>