والإحسان، وهي تنمُّ عن معدن طيب، تتخلى عن الذات في سبيل إكرام ذوي الشيبات.
أيها المسلمون: إننا مطالبون جميعًا برعاية المسنين وتقدير الشيوخ، ومراعاة أحوال ونفسيات الكبار .. فهل نستشعر ذلك في واقعنا العملي، وهل نتنافس في الإحسان .. وهل نشيع ذلك في المجتمع كلِّه عبر وسائل عدة .. بالمحاضرات والندوات والخطب، وبحديث المجالس، وبطباعة المطويات المختصرة التي تعنى بهذا الجانب، وتأليف الكتب التي تدرس الظاهرة وتؤصلها، ويمتد ذلك إلى وسائل الإعلام في برامج مسموعة ومرئية، وفي أعمدة الصحف والمجلات، وفي القنوات الفضائية فرصة لعرض هذا الجانب المضيء من حضارتنا؟ وما أجمل أن تساهم مناهجُ تعليم البنين والبنات بالعناية بهذه القضية، فينشأ ناشئُ الفتيان والفتيات مغروسًا في قلبه تقدير المسن واحترام الكبير، والإحسان للوالدين.
وكم هو جميل أن تُزود الملتقياتُ العامة، كالمدارس والمستشفيات والطرقات، بملصقات تحمل عبارات التقدير والعطف على المسن وإعطائه الأولية فيما يحتاج فيه للمساعدة، إشعارًا بقدره وتقديرًا لسنه.
عباد الله: وأخيرًا يحق لنا أن نفاخر بعظمة ديننا وشمولِ وسموِّ آدابنا، في مقابل ما يُسمى بالحضارة الغربية أو الشرقية الكافرة، وفيها - فيما نحن بصدده - سلوكياتٌ يترفع عن سلوكها الحيوانُ الذي لا يعقل، ووقع فيها الإنسانُ حين غابت عنه شريعةُ السماء، وقد جاء في إحدى صحفنا المحلية من نماذج هؤلاء: مسنٌّ يبقى متوفيًا داخل شقته لمدة أربع سنوات ولم تكتشف جثته إلا صدفة (١). وعجوزٌ