ومنها كثرة النوم، أو طولُ السهر في المقاهي، أو على التلال الرملية ونحوها دون فائدة، والسفر للخارج، وإضاعة الوقت والمال وربما الدين، باسم السياحة، والسهرُ على الأفلام الخبيثة ومتابعةُ القنوات الفاسدة، والإكثار من الرحلات دون فائدة، وكثرةُ التجول في الأسواق لغير حاجة، والمعاكساتُ الهاتفية، والارتباط بسماعة الهاتف مدةً طويلة، وكثرة التجوال في الحدائق والمتنزهات العامة، والقراءةُ في الكتب المنحرفة أو المجلات والجرائد الساقطة، والاجتماع للحديث في أعراض الناس، وأكل لحومهم سواءٌ بالغيبة أو النميمة، وسواء كان ذلك من قبل الرجال أو من قبل النساء.
إلى غير ذلك من أمور يعرفها العقلاء، ولا يرضى المسلمُ أن يضيع شيءٌ من وقته هدرًا.
واعلم - أخا الإسلام - أن النفس إذا شغلتها بالخير شُغلت عن الشر، وإذا خلت من عمل الخير وقعت في الشر، ولذا فأنتم جميعًا مدعوون للتفكير في قضاء وقت الفراغ بما ينفع، ومما يدفعكم إلى ذلك قصرُ أعمار هذه الأمة مقارنة بغيرها من الأمم، وعظمُ الجزاء ودقةُ الحساب عند المولى:{لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}(١).
واختيارُ الرفيق الصالح خيرُ معين على قضاء الوقت بما ينفع، وعكسه رفيقُ السوء، وكلما قوي الإيمان باليوم الآخر، كلما كان الإنسان أكثر جديَّة وحفظًا لوقته، ودعاءُ الله بالإعانة والتسديد، كذلك عونٌ للمرء على الاستفادة من وقته