للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك تواضعٌ غير محمود، واتهامٌ للنفس في غير محله، واتكالية وسلبية، وذلك بضعف الإسهام في الكتابة في الصحف، والاعتذار عن تقديم البرامج المفيدة في وسائل الإعلام، مما أتاح الفرصة لكتابات هزيلة أو منحرفة أحيانًا، وسبَّب كذلك في ضعف أو قلة البرامج الإسلامية مقارنةً بغيرها. وأنتم بهذا تتحملون كفلًا من المسؤولية حين تتأخرون وأنتم قادرون، فإن كان عذرُكم ضيق الوقت، ففي الإجازة فرصةٌ للإعداد والكتابة، فهل أنتم فاعلون ومسهمون؟

* أيها الآباء، أيتها الأمهات: ولديكم في هذه الإجازة فرصة أكبر للعناية بأولادكم ومزيد تربيتهم، وإذ يتفرغون من الدراسة ففرغوا لهم جزءًا من وقتكم تُسمعونهم، وتسمعون منهم، وتقرؤون عليهم ويقرؤون عليكم، توجهون وتحذِّرون، وتقصون وتمازحون، وهكذا من وسائل التربية المختلفة، حتى ينشئوا نشأةً صالحةً بإذن الله، وليكن ذلك عامًا للذكور والإناث.

إخوة الإسلام: أكتفي بهذه الخمس عشرة فرصة ووسيلة للدعوة -أو تزيد- في هذه الإجازة، على أن ذلك لا يعني الحصر لها، فثمة وسائل وفرص أخرى قد تراها أو يراها غيرُك سبيلًا لاستثمار الوقت لنفسك ونفع الخلق من حولك، وهناك كتيباتٌ ورسائل مؤلفةٌ لهذا الغرض، وفيها استجماع لعدد من الوسائل الدعوية فليطالعها من شاء. والمهم أن تحملَ همَّ الإسلام وتُشارك في نَشر الخير، ودفع الشر حسب قدرتك وما وهبك الله، وهذه الفرصُ والوسائل -أيضًا- ليست قصرًا على الإجازة فحسب، وإنما يمكن استمرارُها واستدامتُها فيما بعد، وإنما جاء الحديث عنها مقرونةً بالإجازة لتوفر الفراغ فيها أكثر من غيرها.

عباد الله: وأختم الحديث منبهًا ومحذرًا عن قضاء الوقت في أمور لا تحمدُ عقباها، ولا ينبغي أن يُقضى الوقتُ بمثلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>