للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١).

أما الموضع الثاني؛ فقوله تعالى في سورة الإسراء: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (١٨) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (٢).

وفي الموضع الثالث؛ قال تعالى في سورة الشورى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} (٣).

عباد الله: ومن جملة المعاني التي ذكرها العلماءُ في تفسير هذه الآيات، ما ذكره القرطبي - عند آية الإسراء - {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ} قال: وهذه صفةُ المنافقين الفاسقين والمرائين .. يلبسون الإسلام والطاعة لينالوا عاجل الدنيا من الغنائم وغيرها، فلا يُقبل ذلك العملُ منهم في الآخرة، ولا يعطون في الدنيا إلا ما قُسم لهم (٤).

ألا فاتقوا الله عباد الله، وسارعوا إلى طاعته وجنته، ولا تنتهي بكم الآمال عند حُطام الدنيا، واستجيبوا لندائه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (٥) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (٥).


(١) سورة هود: الآيتان، ١٥، ١٦.
(٢) سورة الإسراء: الآيتان ١٨، ١٩.
(٣) سورة الشورى، الآية: ٢٠.
(٤) تفسير القرطبي ١٠/ ٢٣٥.
(٥) سورة فاطر، الآيتان: ٥، ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>