ميلاد المسيح عليه السلام، ويبدأ بعده الألفُ الثالث للميلاد .. يتوقع المراقبون للأحداث، والمتابعون لما يُكتب وينشر في الكتب والمجلات والصحف ونحوها، والمتابعون للفضائيات وشبكات الانترنت - أن تكون الألفية الثالثة ألفية تطرف لليهود والنصارى، وألفية تنامي الشعور الديني .. وألفية ظهور أكبر وقيادة أوضح للأصوليين والمتطرفين - من أرباب الديانتين (اليهودية والنصرانية).
ويعتمد هؤلاء الأصوليون والمتطرفون على نبوءات يعتقدونها في كتبهم (العهد القديم والعهد الجديد) وعلى أساطير وخرافات ورؤى.
ويرون أن القرن المقبل (الميلادي) سيكون ميدانًا للصراع العقدي - مع خصومهم المسلمين - وسلاحُه الحربُ النووية ومسمى المعركة المتوقعة - في نظرهم - (هَرْ مَجدون) وأرض المعركة - كما يقولون في أرض (مجدو) التي تبعد عن (تل أبيب) بخمسة وخمسين ميلًا، وهي في موقع يبعد عشرين ميلًا شرق (حيفا) وعلى بعد خمسة عشر ميلًا من شاطئ المتوسط.
والاعتقادُ بوقوع هذه المعركة اعتقادٌ مشتركٌ بين اليهود والنصارى، وكلٌّ من الأمتين الضالتين يعتقد بأن خلاصه سيكون بعد هذه الحرب، ولكن هذا الخلاص (الموهوم) عند الأمتين الضالتين لن يتم - في اعتقادهم - إلا بالتخلص من جُلِّ سكان الأرض عن طريق تلك الحرب المدمرة الهرمجدونية (١).
فأين الحرب الهرمجدونية ذات السلاح النووي مما يتهمون المسلمين به بالتطرف في ساحات الجهاد؟ !
عباد الله: ومما يؤكد وجود هذه المعتقدات والنزعات الدينية عند اليهود
(١) عبد العزيز مصطفى كامل، ((حمى سنة ٢٠٠٠)) ص ١٦٠.