للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاتصالات بينها تتمُّ بالوسائل والطرق السّرية، والتنسيقُ بينها موجود، والمشكلةُ القويةُ التي تواجه أجهزة الأمن هي التغلغلُ في هذه الجماعات؛ لأنها مجموعات ذاتُ معتقدات أيديولوجيةٍ متعصبةٍ مرتبطةٍ بعواطف دينيةٍ حادّةٍ، بحيث يعرف كلُّ واحدٍ من أعضائها الآخر بما لا يسمح باختراقها.

وبكل حال، فالواقعُ خيرُ شاهد، وقد اصطلى بنار هذا التطرف أحد زعماء إسرائيل؛ فقد أعلن (عامير) قاتل إسحاق رابين؛ أن سبب قتله؛ لأنه (خان أرض التوراة) (١).

٣ - ومن المفارقات العجيبة أن تنشط الجماعات الأصولية في الغرب، ويصول ويجول المتطرفون في إسرائيل، وتكثر الجماعات الدينية وتدعم عند اليهود والنصارى، بل ويكون لها مواقعُها المهمة، ومنابرها الإعلاميةُ واسعةُ الانتشار والتأثير، وتحظى هذه الجماعات الأصوليةُ بدعم وتأييد الساسة، بل وصلوا إلى أن يكون المرشح للرئاسة نفسُه أصوليًا إنجيليًا (٢). وفي المقابل يتهمون المسلمين بالأصولية والتطرف والإرهاب إذا ما سعوا لخدمة دينهم والدعوة لإسلامهم، وتلك وربي من إسقاطاتهم.

وهي مؤشرٌ على تخوفهم من الإسلام وأهله، وإلا فكيف يسوغ التدينُ والدعوة والدعم لأصحاب الدين المحرف، ويُعدُّ ذلك تهمةً لأصحاب الدين الحق؟ !

وهنا يرد السؤال: بماذا يفكر المسلمون مستقبلًا لمواجهة المدِّ الأصولي والتطرف اليهودي؟ وقبل هذه المواجهة هل يقرأ المسلمون ما يكتبه اليهودُ والنصارى؟ وهل يعلمون وسائلهم وخططهم لمواجهة المسلمين؟ وهل يليق أن


(١) انظر ((حمى سنة ٢٠٠٠)) ص ٣٨.
(٢) الأصولية الإنجيلية، الهذلول ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>