إلى غير ذلك من معتقدات وأساطير تصبُّ كلّها في التوجه الديني عند اليهود والنصارى، وتشير إلى تغلغل الأصولية والعودة إلى الكتب المقدسة في نظرهم، وإن وجد علمانيون يخالفونهم النظرة.
وهنا ومن جرّاء هذه الأحداث الواقعة والمتوقعة حريٌّ بنا أن نقف الوقفات التالية، ونعرض لجملة من التساؤلات ذات الدلالة:
١ - هذه الأحداث والوقائع تُضعف أو تبطلُ الظنَّ القائم عند بعض الناس - بأن اليهود والنصارى قد تخلوا عن الدين إلى اللادين بشكل نهائي، وربما ظن هؤلاء أن شيوع المذاهب الإلحادية، وطغيان الانحلالية العلمانية، قد أوهم بهذا، ولكن واقع اليوم يشهد تحولًا دينيًا كبيرًا في مجتمعاتهم، وهذا التحولُ تجاوز الدهماء والعامة، إلى الخاصة والساسة، وتجاوز التنظير إلى التطبيق.
٢ - بل تحول هذا التوجهُ الديني - عند اليهود والنصارى - إلى نوع من التطرف في المعتقدات والسلوك إلى حدٍّ أثار غضبة (العلمانيين) من بني قومهم، وبدؤوا يواجهون هذا المدَّ الأصولي المتطرف، وينددون به ويسخرون من أصحابه. وقد ذكرت صحيفةُ (نيوزويك) في عددها الصادر في ٩/ ٥/ ١٩٩٦ م أن مدينة القدس أصبحت معقلًا للتطرف اليهودي، وأشارت إلى أن أعداد اليهود - غير المتدينين - الذين يُغادرون المدينة في ازدياد، حيث أصبحت المدينةُ مكانًا غير مقبولٍ بالنسبة لهم، نظرًا للطابع الديني والقيود التي يضعها المتدينون اليهودُ على الحياة هناك.
وقد بلغ الأمر أن تخوّفت الدولة اليهودية من إحراج المتطرفين لها بهدم الأقصى في وقت غير مناسب، وقد كتب الصحفي الإسرائيلي (يوسي ليفي) مقالًا في صحيفة (معاريف) في ٢٩/ ٨/ ١٩٩٨ م، جاء فيه قولُه: القاعدةُ التحتيةُ للتنظيمات المتشددة موجودة حسب تقديرات قوى الأمن، والمعلوماتُ التي بحوزتها تقول أن