للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: يا أبا جعفر تعنيت.

فقلت: يا هذا، أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك، فوالله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن خلق، وإن لم تجب ليمتنعن خلق من الناس كثير. ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك، فإنك تموت، لابد من الموت، فاتق الله ولا تجب. فجعل أحمد يبكي ويقول: ما شاء الله.

ثم قال: يا أبا جعفر، أعد ..

فأعدت عليه وهو يقول: ما شاء الله .. أ. هـ (١).

وقال الإمام أحمد في سياق رحلته إلى المأمون: «صرنا إلى الرحبة، ورحلنا منها في جوف الليل، فعرض لنا رجل فقال: أيكم أحمد بن حنبل؟ .

فقيل له: هذا.

فقال للجمال: على رسلك .. ثم قال:

(يا هذا، ما عليك أن تقتل هاهنا، وتدخل الجنة.

ثم قال: أستودعك الله، ومضى.

فسألت عنه، فقيل لي، هذا رجل من العرب، من ربيعة، يعمل الصوف في البادية، يقال له: جابر بن عامر، يذكر بخير» (٢).

وفي البداية والنهاية: أن الأعرابي قال للإمام أحمد:

(يا هذا إنك وافد الناس فلا تكن شؤمًا عليهم، وإنك رأس الناس اليوم فإياك أن تجيبهم إلى ما يدعونك إليه، فيجيبوا، فتحمل أوزارهم يوم القيامة، وإن كنت تحب الله، فاصبر على ما أنت فيه، فإنه ما بينك وبين الجنة إلا أن تقتل).


(١) سير أعلام النبلاء ١١/ ٢٣٨.
(٢) المصدر السابق ١١/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>