للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتثور الفتنةُ بينهم، ويتعمق الخلافُ ويتحقق الصدامُ بينهم، فينشطُ كل طرفٍ للانتقام من صاحبه، ثم ينتقم الله من كليهما، ويستفيد المسلمون من ضعفِهم قوة، ومن تفرقهم اجتماعًا ووحدة. ومن مؤشرات هذا الاحتمال ما جاء في صحيفة (معاريف) حيث كتبت تقول في عددها الصادر في ١٤/ ٧/ ١٩٩٦: إذا استمرت الأحوالُ على ما هي عليه في ظل حكم الليكود، فإن العلمانيين لن يستطيعوا المعيشة بالقدس، وقد يضطرون إلى المواجهة.

٩ - وأمرٌ آخرُ؛ فقد تدفع تصرفاتُ اليهود والنصارى المتطرفةُ إلى مزيد بعث الشعور الإسلامي، وقد يدعو هدمُ الأقصى - لو حصل - أو مزيد العبث به - إلى إشعال جذوة الجهاد في سبيل الله بين المسلمين.

ولكن ينبغي أن يُعلم أن الأخطر من ذلك أن يكسب العلمانيون الجولة فيُروّجون لأفكار الإخاء والتقارب بين الأديان، والسخرية من الدين وأهله بشكل عام، ويُفعِّلون دور الإعلام العالمي الصليبي واليهودي والعلماني لترويج الأفكار والعقائد الباطلة، فيستمع الناسُ لهم في غمرة انتصارهم وهم يسحبون الهزيمة على المتدينين بشكل عام، فلا يميز الناس حينها بين أصحاب الدين الحق وأصحاب الخرافات والأساطير، أو يقفز العلمانيون في بلاد المسلمين للتشكيك في الدين الصحيح من خلال هزيمة من بدلوا دين المسيح، أو لعنهم الله وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت.

وينبغي أن يعي المسلمون أنهم يتعاملون في عقيدتهم ونظراتهم من منطلقات الكتاب المهيمن على الكتب السابقة والذي حكم الله بحفظه من التحريف والتبديل، ونسخ به الشرائع والأديان، وجعل أمته أمةً وسطًا شاهدة على الأمم كلّها .. ومسئولة عن تبليغ الدعوة الحقة لها، ومَنْ شكَّ في صلاحية الإسلام لكل

<<  <  ج: ص:  >  >>