للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصطلحات الإرهاب والتطرف، إذا خُص بها قومٌ دون آخرين.

خامسًا: ومن حق العالم كذلك ألا ينخدع بمصطلح (العولمة) ولا يقبل به، فهي ليست عولمةً قائمةً على العدل والإنصاف وإعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقّه، لكنها نوعٌ من فرض الوصاية لفكر معين وأيدلوجية خاصة - يرضى عنها الغربُ وحلفاؤهم، وهي من جانب آخر هيمنةٌ اقتصاديةٌ وسياسيةٌ وإعلامية لدولٍ معينة ينبغي أن يكون العالمُ كلُّه تبعًا لها، ولا اعتبار فيها للدين الحق، ولا للمسلمين أصحاب الرسالة الحقة، بل الهدفُ تذويبهم وإماتةُ الشعور الإسلامي في أذهانِهم، وفوق ذلك كله محاولة تقليص عددهم، ومن العناوين المثيرة قرأتُ العنوان التالي (القلق الأمريكي من تزايد النسل في اليمن) وفي ثنايا الخبر مساعدة أمريكية لليمن مشروطة، بل ومضمَّنة نوعًا من عقاقير منع الحمل. فقد أقلقهم أن نسبة استخدام منع الحمل عند اليمنيات بلغت ١٣%، وهو من أكثر المعدلات انخفاضًا في العالم (١).

عباد الله: لا نستغربُ هذا أو غيره من أعدائنا، والله تعالى يقول: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (٢)، ولكن المستغرب حقًا مواقفُ المسلمين تجاه قضايا إخوانهم المسلمين. وقد ألف العالم -مع كل أسفٍ- مسلمهم وكافرهم -إلا من رحم الله- أخبار المآسي الواقعةِ على الأقليات المسلمة، وعاد نزيفُ الدماء وتناثر الأشلاء وارتفاعُ أصوات الأيامى والصبايا بالبكاء لا يحركُ ساكنًا، وإن حرّك كان عاطفةً لا تلبث أن تبرد وتسكن، وقلَّ أن يتبعها عملٌ منظم، وإجماع محكم -من المسلمين على الأقل- ينتصر للمظلوم ويمنع الظالم.

وكم يذكر التاريخُ للمعتصم العباسي استجابته لصرخةِ امرأةٍ مسلمة سيّر على


(١) المجتمع الكويتية ١٨ - ٢٦/ ٦/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>