إسلاميٍّ، ومحاولة إجهاض أي نجاحٍ يحصل بانتصار المسلمين.
ثالثًا: الكيل بموازين مختلفةٍ باختلاف القضايا ونوعيتها. فإن كان العنصر فيها يهوديًا أو نصرانيًا -أو مواليًا لهم- رأيت حماسًا ودفاعًا منقطع النظير، وإن كان العنصرُ المتضررُ إسلاميًا فالتهميشُ والمواطأةُ على التضييق والحصار، بل والمساعدات ما خفي منها وما ظهر .. وفي أحداث (تيمور الشرقية) نموذجٌ لكشف القناع، وليس حماسُ الدول الكبرى لها لكثرة سكانِها ولا لتميُّزٍ في اقتصادها، وإنما لكون غالبية سكانها من الكاثوليك النصارى! إضافة إلى المطامع الدولية في المنطقة. وفي سبيل ذلك تتواجد القواتُ الدولية في تيمور، وتُجبرُ إندونيسيا ويضغطُ عليها حتى تقبل بالأمر الواقع، علمًا بأن سكان تيمور لا يبلغون مليون نسمة، ومن هنا تساءل المراقبون المنصفون: أيهما أولى بالجمهورية المستقلة (تيمور) ذات الخمسين وثمان مئة ألف نسمة، أم (القوقاز) ذات الملايين العشرة، و (كشمير) ذات الخمسة عشر مليونًا، (ومورو) ذات الملايين السبعة؟
رابعًا: وفوق هذا الغشِّ في المكاييل، فهناك تشويهٌ متعمدٌ وغيرُ مقبول، وغشٌّ آخرُ في المصطلحات -ولا سيما من دولٍ تزعم رعاية الحريةِ، وتتشبث بالديمقراطية، فإذا كانت القضيةُ -موطن النزاع- لصالح غير المسلمين، رُفع شعار السلام والأمن والاستقرار -كمبرر للتدخل- وإذا كان المسلمون طرفًا في النزاع سمعت مصطلح الإرهاب، ودعوات الانفصال، والتمرد، وملَّ سمعُك من ترداد عبارات (المتعصبين والأصوليين والمتطرفين المسلمين) ونحوها من عبارات التشويه المتعمد؛ وهل سمعت يومًا مصطلح الإرهاب يوصف به اليهود من قبل دول الغرب وحلفائها؟ وهل رأيت أشدَّ إرهابًا من اليهود؟ ! ومن حق العالم كله أن يأنف من مصطلح السلام -وتلك صوره وتطبيقاتُه- ومن حقه كذلك أن يرفض